ألقوني في بحر الوعود وعوّدوا
دقوا الطبول الراسيات وعوّدوا
وانسوا جراحي إن تخضب مضجعي
وافشوا السلام الى اليـهود وهوَّدوا
فيم العويل وقد تحجــر مدمعــي
كفوا الدمـوع من العيـون ونددوا
أو فاصمتوا فالصمــت أسلم للفتى
كـم شاعــرٍ منه الكــلام يجرد
كم فارس أضحـى أسيـراً مثقـلاً
والمـوت في أحـشائه يتجـــدد
كـم مهجـة فيها الحنان معطــلٌ
كـم مقلـة فيـها الحنين مؤكـــد
يا أيــها العــرب الكرام تمهلوا
إن الطريــق الـى القبــور معبد
لا تخجلوا فالليل أرخـــى ستره
ومضى النــهار الى النهاية فاسعدوا
يا من أقمتم فـــي الصالات مأدبة
هلاّ تركتم لنا من بعــض ما تعدوا
إن الضمائـر إن ماتت فليس لــها
غير المحارق في التاريـــخ مستند
كفوا عن اللوم إن جادت قرائحكــم
ليس المقام لمن في النوم قد سعــدوا
في “القدس” قتل وهدم لا مثيل لــه
وفي ” الخليل ” بيوت ما لها عمـــد
في ” غزة ” الفخر والإقدام موقعـة
الشبل مستبسل كأنــه الأســـــد
تلك العصابات بالتدنيس قد عرفـت
الغــدر ديدنهم في كل ما عــهدوا
لن نرضى بالظلم والعدوان ما بقيت
منا النواجـذ والإسلام معتقـــــد
هذه الحقائق للتاريخ أنقــــلها
أن طال ليل فا بالإصباح متقــــد
محمد عبد الجليل ذيب