مع كل نسمة فجر تدب بنا الروح ونُخلق من جديد … ومع أول خطوة نخطوها نحو قناديل الفرح تتبدل الأماني والآمال وتتلاشى البسمة… ونعود الى الحلم المشلول الذي ولد منذ سنين ومازال في طور الحضانة … لا يستطيع التحدث والمشي ولا حتى التبول
إنه كتلة بشرية متقوقعة ، تخنقه أنفاسه ويزيده حزناً ما يقال عنه أنه قادر على مجابهة التحديات … وخلق الفتن والقلاقل وإثارة الصراعات العرقية وغير العرقية .
وقبل أن نشعل قناديل الفرح علينا أن نطفئ قناديل الحزن والألم ، قناديل التشرد والتشرذم، قناديل التفرقة ، قناديل الغربة في الوطن الواحد ، قناديل التهاون في الحق …
لقد طال انتظارنا في محطة الأحلام وعبرنا كل البوابات … وجمعنا البومات كل النكسات ، والنكبات والحروب الأهلية … وعلقنا صور كل الشهداء … وقرأنا كل الدعوات … وحفظنا قصائد كل الشعراء قديمها وحديثها … وحفظنا تاريخ استقلال كل دولة … وعرفنا ألوان الأعلام وأسماء الرؤساء … وقبلنا بكل القرارات ما أعلن منها وما لم يعلن
إن من حق الأجيال القادمة أن تشعل قناديل الفرح وتضيء طريقها بنفسها … فنحن نقف على أولى عتبات القرن الجديد … ولن ينتظرنا قطار الزمن القادم من عمق التاريخ …