ثمانية ثم ستون عاماً مضت …
فلا هي في فجرها أومضت …
ولا هي في سُحبها أرعدت …
ولكنها الآن بالحزن قد أوجزت …. قصة مفتاح له قصتان …
القصة الاولى مع اللاجئين … والقصة الأخرى مع النازحين …
في بيت جدي تلتقي القصتان …
فقد خاض حرباً في الأربعين … وأورث جدتي حزنها …
ومات شهيداً على أرضنا ولم تعد يافا الى حضننا …
فحمل ابنه جرح تلك السنين ….
ثمانية ثم ستون عاماً مضت … ونحن هنا مبعدون …
وقصة المفتاح لا تنتهي …
وضاع من الأرض جزء جديد …
وعند التلال بكت جدتي …
وبكى والدي …
فلم تعد جدتي الى بيتها .. وأصبح حال المشرد يندي الجبين …
فلا مصر مصرٌ ولا الشام شام …
ولا تونس تبصر الدرب بين الزحام ..
وبغداد تشكو لنا جرحها … ويشقى بصنعاء رف الحمام ….
شعوب الأرض تشتكي نكبة …
ولكن شعبي له نكبتان …
له قائدان … له مجلسان …
فلسطين يا مهجة الروح يا ليتني
أداوي جراحك يا ليتني …
لتزهر في القدس أزهارها ..
ويرجع للأرص أصحابها ….