ركضت بقدمين حافيتين فوق الرمل وفوق العشب وفوق الحصا كي تأخذ قدماي من كل صنف خاصيته. وتكتسي بلون لن تجده بين الألوان المعروفة في الطبيعة. فالمشي أو الركض فوق الرمل عادة ضرورية للحفاظ على سلامة القدمين وتنشيط الدورة الدموية. وقد حض رسولنا الكريم على ” الاحتفاء” أي المشي حافيا من وقت لآخر فهو مفيدٌ للجسم. والمشي على العشب والمعروف ” بالـتأريض” يساعد الجسم بأكمله على البقاء بصحة جيدة.
كل ما ذكرته سابقاً يمد أجسامنا بالطاقة فهو ” وقاية وفحص وعلاج”. لكن السؤال الذي تبادر الى ذهني هو كيف نمد عقولنا وأرواحنا تحديداً بالطاقة؟
فلقد أصابها التصحر والضجر من كثرة الخطوب وتشعب الدروب!!
فهي المحتاجة إلى (الاحتفاء) لتكتسب التجدد والنماء.
الضغوط اليومية كثيرة ومتشعبة سواء كانت سياسية أم اقتصادية أم اجتماعية. حديث المجالس يعج بالشكوى من غلاء الأسعار، وكثرة الضرائب وغلاء كلفة التعليم والعلاج، وقلة الوظائف وضعف الموارد والمداخيل النقدية بيد عامة الناس.
فيا تُرى ما الذي تبدل ونزع البركة من حياتنا وبيوتنا، رغم أن حياتنا تزخر بوفرة الأسواق والسلع!!
هل قرٌب للناس أجلهم وهم في غفلة يلعبون؟
لا أريد فلسفة الأمور والظهور بمظهر المتشائم، فقد يقول قائل أن الدنيا لم تتغير فهذا هو حالها منذ الأزل. وقد خطر ببالي ما قاله الشافعي رضي الله عنه:
نعيب زماننا والعيب فينا وما لزماننا عيبٌ سوانا
هي وقفة للتأمل ليس إلا.